نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 57
فاستقى المسلمون من هذه الينابيع، عقيدة وعبادة وشريعة وتعاليم صافية نقيّة، وأسّسوا أنفسهم وفكرهم وحياتهم عليها، بحيث إنّ الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم غضب يوما، وحتى تغيّر وجهه، حين رأى شيئا من التوراة بيد عمر بن الخطاب، ففهم عمر ذلك، وقال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلّى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، فسرّي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال: «وإنه والله لو كان موسى حيّا بين أظهركم ما حلّ له إلّا أن يتبعني» [1] (من عدة أحاديث) . وفي حديث آخر: «لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلّا اتّباعي» [2] وفي رواية أخرى أنّ عمر بن الخطاب قال للرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم:
إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال:
«أمتهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيّا ما وسعه إلّا اتّباعي» [3] .
ولقد عاش جيل الصحابة- رضي الله عنهم- على الإسلام، قرآنا وسنّة وسيرة، ومثّلوها في كلّ أعمالهم وأمورهم، وحافظوا عليها وحفظوها،
رسول الله صلّى الله عليه وسلم) . أسد الغابة (5/ 195) . «الجشع» : الجزع لفراق الإلف. ثم التفت فأقبل بوجهه صلّى الله عليه وسلم نحو المدينة فقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا» . المسند (5/ 235) . انظر كذلك: سير أعلام النبلاء (1/ 448) . السيرة النبوية، ابن كثير (4/ 191- 194) . الاستيعاب (3/ 1402- 1407) (رقم 2416) . وتجد في هذا المصادر معلومات وافية عن معاذ بن جبل الصحابي الجليل والعالم النبيل والمجاهد الكريم، أعلم الأمة بالحرام والحلال، والذي يكون (إمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين، والذي كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ [النحل: 120] في تعليمه للخير والائتمام به وطاعته لله عزّ وجل، رضي الله عنه وأرضاه، وجمعنا به في مستقر رحمته، تحت راية الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم، آمين. الأساس في السنة (4/ 2015) . أسد الغابة (5/ 196- 197) . [1] مسند الإمام أحمد (4/ 265) . سنن الدارمي (1/ 115) . [2] التفسير (1/ 439) . [3] مسند الإمام أحمد (3/ 387) . «التّهوّك» : التحير أو التهور، والوقوع في الشيء بلا مبالاة.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 57