نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 113
إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد وخرجوا إليكم.
فقالوا: أموالنا بيننا قطائع.
فقال صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك"؟
قالوا: وما ذاك يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وسلم: "هم قوم لا يعرفون العمل, فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر".
قالوا: نعم[1].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا: لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها.
قال صلى الله عليه وسلم: "أما لا فاصبروا حتى تلقوني, فإنه سيصيبكم بعدي أثرة" [2].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال المهاجرون: يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلا من كثير، لقد كفونا المئونة، وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله.
قال: "لا ما أثنيتم عليهم، ودعوتهم الله لهم" [3].
وقد سجلت السنة موقف أنصاري بلغ في الإيثار مبلغًا يستجلب تمام رضى الله سبحانه وتعالى، لقد بات الرجل طاويًا وزوجته كذلك، وفوق ذلك نوما صبيانهما دون عشاء، وآثرا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين بما كان عندهم من طعام.
والعظيم في الأمر أن الأنصاري يطلب هذا وتوافقه زوجته، والأم على أطفالها جد حانية، ولا تؤثر بطعامها عليهم أحدًا إلا أن صنيع الإيمان في قلوب الأنصار غير الطبائع إلى أسمى ما يتصوره عقل يفهم أو يخطر ببال مفكر أريب {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [4]. [1] البداية والنهاية ج3 ص228. [2] صحيح البخاري ك المناقب ب مناقب الأنصار ج6 ص152. [3] البداية والنهاية ج3 ص228. [4] الحشر: 9.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 113