responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 262
يقول ابن سعد: وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الألوية، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الأعظم، ولواء المهاجرين مع مصعب بن عمير، ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر ولواء الأوس مع سعد بن معاذ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين، يا بني عبد الرحمن وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله، ويقال: بل كان شعار المسلمين جميعًا يومئذ: يا منصور أمت، ومن الممكن أن يكون هناك شعار خاص لكل فريق، وشعار واحد لهم جميعًا.
وبنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشًا، وقام سعد بن معاذ على بابه يحرسه، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصفوف، فلما رأى القرشيين يتجهون إلى وادي بدر قال: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها، وفخرها، تحاربك، وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة" [1]. أي أمتهم.
ولما قرب اللقاء وقف النبي صلى الله عليه وسلم وخطب في أصحابه وقال لهم بعد حمد الله والثناء عليه: "أما بعد فإني أحثكم على ما حثكم الله عليه، وأنهاكم عما نهاكم عنه، فإن الله عظيم شأنه، يأمر بالحق، ويحب الصدق، ويعطي على الخير أهله، على منازلهم عنده، به يذكرون، وبه يتفاضلون، وإنكم قد أصبحتم بمنزل الحق، لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغى به وجهه، وإن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله به الهم، وينجي به من الغم، وتدركون النجاة في الآخرة، فيكم نبي الله يحذركم، ويأمركم، فاستحيوا اليوم أن يطلع الله عز وجل على شيء من أمركم يمقتكم عليه، فإن الله يقول: {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} انظروا الذي أمركم به من كتابه، وأراكم من آياته، وأعزكم به بعد ذلة، فاستمسكوا به يرضى به ربكم عنكم، وأبلوا ربكم في هذه المواطن أمرًا تستوجبون الذي وعدكم به من رحمته ومغفرته، فإن وعده حق، وقوله صدق، وعقابه شديد، وإنما أنا وأنتم نستعين بالله الحي القيوم، إليه ألجأنا ظهورنا، وبه اعتصمنا، وعليه توكلنا، وإليه المصير، يغفر الله لي وللمسلمين"[2].

[1] زاد المعاد ج3 ص176.
[2] إمتاع الأسماع ج1 ص81.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست