نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 305
ثالثًا: غزوة السويق
امتلأ قلب أبي سفيان حقدًا، وغيظًا بسبب هزيمة قريش في بدر، ونذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو محمدًا، ويثأر لهزيمة المكيين، فجمع رجالا، وخرج في مائتي راكب وفاء لنذره، وشفاء لمرض نفسه، وسار برجاله حتى نزل عند قناة قرب جبل "نيب" قريبًا من المدينة، وعسكر في هذا المكان حتى جاء الليل، ودخل المدينة مستخفيًا تحت جنح الظلام، فأتى حيي بن أخطب، فاستفتح بابه، فأبى.
ثم أتى إلى سلام بن مشكم "سيد بني النضير" وصاحب كنزهم آنذاك، فاستأذن عليه فأذن له، وقراه وسقاه الخمر، وبطن له من خبر الناس.
ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث مفرزة منهم، فأغارت على ناحية من المدينة يقال لها: "العريض"[1] فقطعوا أشجارًا، وأحرقوا أسوارًا من النخل، ووجدوا رجلا من الأنصار وحليفًا له معه في حرث لهما فقتلوهما، وفروا راجعين إلى مكة.
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فجمع أصحابه، وسارع لمطاردة أبي سفيان ومن معه ولكن رجال أبي سفيان فروا سراعًا، وطرحوا سويقًا كثيرًا من أزوادهم وتمويناتهم على الطريق يتخففون به منه وتمكنوا من الإفلات، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "قرقرة الكدر" ثم انصرف راجعًا، وحمل المسلمون ما طرحه الكفار من سويقهم، وسموا هذا الخروج بغزوة السويق نسبة إلى الغنائم التي طرحها أبو سفيان ورجاله، وقد وقعت الغزوة في ذي الحجة بعد بدر بشهرين، واستعمل الرسول صلى الله عليه وسلم خلالها على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه[2]. [1] المغازي ج1 ص196. [2] المغازي ج1 ص181.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 305