نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 341
فلما رآني قال صلى الله عليه وسلم: "أنت وحشي"؟.
قلت: نعم.
قال صلى الله عليه وسلم: "أنت قتلت حمزة"؟.
قلت: قد كان من الأمر ما بلغك.
قال: "فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني"؟.
قال: فخرجت[1].
وبهذه الطريقة استشهد حمزة رضي الله عنه يوم "أحد"، وجاءت هند إلى جسده فمثلت به، وأخرجت كبده، ولاكته في فمها لغلها الدفين، وحقدها الكامن، ولكنها لم تتمكن من أكله، فلفظته، وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا لموت حمزة رضي الله عنه ولذلك أبعد وجهه عن رؤية وحشي رغم أن وحشيًا كان قد أسلم، وحسن إسلامه.
وقد غسلت الملائكة حمزة بعدما احتلم في نومه، أثناء النعاس الذي رزقه الله للمؤمنين أثناء المعركة.
ومن العجيب أن وحشيًا لم يشترك في القتال ولم يقتل غير حمزة يوم أحد لأنه لم يأت مع الجيش إلا لهذه الغاية، ولما أسلم اشترك في حرب الردة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل مسيلمة الكذاب وجاهد في الله حق الجهاد، ولله في خلقه شئون[2].
3- تعدد البطولات:
برغم هذه الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين بقتل أسد الله، وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم ظل المسلمون مسيطرين على الموقف كله، فقد قاتل يومئذ أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن جحش، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وأنس بن النضر، وأمثالهم رضي الله عنهم قتالا فل عزائم المشركين، وفتت أعضادهم، وفرق جمعهم، ودفعهم إلى ترك ميدان المعركة ففروا إلى قمم الجبل[3]. [1] صحيح البخاري. ك المغازي باب قتل حمزة ج6 ص303. [2] صحيح البخاري كتاب المغازي باب قتل حمزة ج6 ص302، 304. [3] البداية والنهاية ج4 ص21.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 341