نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 387
والانكسار لهذه القوة الكبيرة.
ولم تستطع قريش أن تؤثر على معنويات المسلمين أيضًا، وإلا لما استطاع المسلمون الخروج لمطاردتها بعد يوم فقط من يوم "أحد" دون أن تتجرأ قريش على لقائها بعيدًا عن المدينة، خاصة وأن الرسول قد خرج للقاء قريش بقوته التي اشتركت "فعلا" بمعركة أحد، دون أن يستعين بغيرهم من الناس:
إن نجاة المسلمين من موقفهم الحرج الذي كانوا فيه بأحد نصر عظيم لهم، لأن أول نتائج إطباق المشركين على المسلمين من كافة الجهات في التصور العقلي هو الفناء التام، لكن ذلك لم يحدث[1].
إن المكيين لم يسيطروا على معسكر المسلمين، ولم يتمكنوا من أسر مسلم واحد ولم يغنموا شيئًا، ولم يقطعوا رابطة الاتصال بين المسلمين وقيادتهم، وذلك يؤكد النظرة القائلة بأن ما حدث في "أحد" لم يكن هزيمة مطلقة, وإن لا لما انسحب المشركون في نهاية النهار خوفًا من ظلام الليل, وشجاعة المؤمنين.
5- تعلم المسلمون من معركة "أحد" دروسًا استفادوا بها في مواجهة أعداء الله بعد ذلك, ومن هذه الدروس ضرورة الطاعة، وتنفيذ توجيهات القيادة، وأهمية مفاجأة العدو وعدم تركه يتخير زمان ومكان وكيفية المعركة, وعلموا كذلك ضرورة مطاردة العدو حين انكساره، وعدم تركه لتجميع صفوفه مرة أخرى، كما ظهر في السرايا والغزوات بعد "أحد".
ولو قدر الله للمسلمين أن يطاردوا أعداءهم في المرحلة الأولى التي انهزم فيها الكفار لقضوا عليهم، وألحقوا بهم الخسائر الكثيرة لكنهم لم يفعلوا ذلك، وانشغلوا بجمع الغنائم فكانت الجائرة عليهم.
6- علم المسلمون ما يناله الشهداء من فوز، وبذلك عد من قتل منهم فائزًا منتصرًا فأسرعوا إلى الجهاد رجاء نيل الشهادة.
يروي البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم "أحد" [1] الرسول القائد ص12.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 387