نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 564
فيمن يتولى إمارة الجيش حيث رأى أبو عبيدة أنه أمير مجموعته، وتمسك عمرو بأنه قائد الغزو، والمدد يتبعه، ولا يصح تواجد قائدين على جيش مسئول عن مهمة واحدة.
وبعد جدل ونقاش سلم أبو عبيدة القيادة لعمرو وقال له: لتطمئن يا عمرو، وتعلمن أن آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: "إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا". وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك[1]، فأطاع أبو عبيدة، فكان عمرو يصلي بالناس، فآب إلى عمرو جمع، فصاروا خمسمائة، فسار الليل والنهار حتى وطئ بلاد بلى ودوخها، وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه كان بهذا الموضع جمع فلما سمعوا به تفرقوا، حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلى وعذرة وبلقين.
ولقي في آخر ذلك جمعًا ليس بالكثير، فقاتلوا ساعة وتراموا بالنبل.
ورمي يومئذ عامر بن ربيعة بسهم فأصيب ذراعه، وحمل المسلمون عليهم فهربوا، وأعجزوا هربًا في البلاد وتفرقوا.
وهزم عمرو من هناك وأقام أيامًا لا يسمع لهم بجمع ولا بمكان صاروا فيه، وكان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء والنعم، وكانوا ينحرون ويذبحون، لم يكن في ذلك أكثر من ذلك، ولم تكن غنائم تقسم إلا ما ذكر له[2].
وتميز عمرو بن العاص بحسمه في القرار، وحسن قيادته لجنده، وكان يصر على تنفيذ ما يأمر به وبخاصة أنه في ميدان معركة لا يصح معه الجدل، والنقاش فلقد أمر جنوده بعدم إشعال النار ليلا رغم شدة البرد وقسوة الشتاء حتى لا يجد العدو مبيتهم فيفاجئهم.
كما أصر على وحدة القيادة، وأطاعه أبو عبيدة رضي الله عنه وعاد المسلمون بعد انتهاء اللقاء إلى المدينة سالمين. [1] البداية والنهاية ج4 ص273. [2] المرجع السابق ج4 ص274.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 564