responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 255
ببناء الكعبة، وسبب بنائه لها يرجع لأمرين:
الأول: توهن الكعبة من حجارة المنجنيق التي أصابتها حين حوصر ابن الزبير رضي الله عنهما بمكة في أوائل سنة أربع وستين من الهجرة؛ لمعاندته يزيد بن معاوية.
الثاني: ما أصابها مع ذلك من الحريق؛ بسبب النار التي أوقدها بعض أصحاب ابن الزبير رضي الله عنهما في خيمة له، فطارت الرياح بلهب تلك النار فأحرقت كسوة الكعبة، والساج الذي بني في الكعبة حين عمرتها قريش، فضعفت جدران الكعبة، حتى إنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، ويقع الحمام عليها فتتناثر حجارتها[1].
ولما زال الحصار عن ابن الزبير رضي الله عنهما لإدبار الحصين بن نمير من مكة بعد أن بلغه موت يزيد بن معاوية، رأى ابن الزبير رضي الله عنهما أن يهدم الكعبة ويبنيها، فوافقه على ذلك نفر قليل، وكره ذلك نفر كثير، منهم ابن عباس رضي الله عنهم.
فلما رأى ابن الزبير هذا الخلاف بين الصحابة قفال لهم: لو أن بيت أحدكم احترق لا يرضى له إلا بأكمل صلاح، ولا يكمل صلاح الكعبة إلا بهدمها وإقامتها على قواعد إبراهيم عليه السلام كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وسمعها ابن الزبير منها رضي الله عنها، فهدمها اجتهادا منه بناء على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن النفقه موجودة وقد بعد الناس عن الجاهلية، وما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد البيت لعائشة إلا لحكمة فهم ابن الزبير منها جواز بناء البيت على قواعد إبراهيم عليه السلام، وقد وافقه بعض الصحابة في هذا الاجتهاد.
وكان هدم ابن الزبير رضي الله عنه لها يوم السبت في النصف الأول من جمادى

[1] شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج1 ص185.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست