نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 291
[3]- عظمة الْخُلُق:
كما اتصف صلى الله عليه وسلم بجمال الخِلْقَة اتصف بعظمة الخُلُق، يصفه أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أفٍّ قط!! ولا: لِمَ صنعت كذا؟ ولا: ألا صنعت كذا[1].
وهذه الخدمة والملازمة من أنس للنبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في الحضر وحده، أو في السفر وحده، وإنما كانت -كما يقول أنس- في الحضر والسفر[2].
ولم يكن هذا الخلق الحسن قصرا على خدمه، وإنما كان هذا ديدنه مع كل من كان يأتي إليه، ويتعامل معه، فكان مثالا للصبر والحلم والرفق وتعليم الجاهل، وهذه نماذج منها:
عن أنس قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي، فجذبه بردائه جذبة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء!! 3
وجاء أعرابي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المسجد، فقام يبول في المسجد، فزجره الصحابة "مه مه" فنهاهم عن ذلك، وقال: "لا تزرموه، دعوه" فتركوه حتى بال.
ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن"، ثم دعا بدلو من ماء فشنه عليه[4]. [1] صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب حسن الخلق والسخاء ج15 ص69. [2] صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ج15 ص70. [3] صحيح البخاري - كتاب فرض الخمس - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ج5 ص234. [4] صحيح مسلم - كتاب الطهارة - باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد ج3 ص190، ومه: اسم فعل بمعنى انته، لا تزرموه: أي لا تقطعوه، وشنه: أي صبه.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 291