نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 60
عاش أفراد الشعب يكرهون حكامهم، وكثيرا ما قامت صراعات بين الحكام والمحكومين في هذا العصر، الذي عرف بـ"عصر الظلام" في أوربا.
وقد زاد الملوك البلاء، فكانوا يسفكون الدم، ويلحقون بالشعب العذاب لأتفه الأسباب، أو من غير سبب أصلا، ويكفي تدليلًا على ذلك أن القوط والبرجنديين أبادوا سنة 539م جميع الذكور من سكان "ميلان"، وقد قدر "بروكوبيوس" عددهم بثلاثمائة ألف طفل[1].
ورغم أن غالبية المجتمع زُرَّاع، فقد شمل الدمار والتخريب صغار الملاك[2] فسلبت الأرض منهم، وتحولوا إلى عبيد، يرتبطون بالأرض التي يقومون بزراعتها لسادتهم بلا مقابل، وبسبب الحاجة والفقر، اضطروا إلى أكل لحوم البشر، وثمار الحشائش، وورق الشجر.
وقد تدهورت الحالة الاقتصادية تدهورا تامًّا، وزاد من تدهورها أن الدولة الرومانية الشرقية قاطعت التجارة مع دول الجرمان، فضلًا عن أن دول الجرمان نفسها كانت فيما بينها متقطعة الأوصال، وكل منها ينطوي على نفسه، ولا يتعاون مع جيرانه، بل وصلت الفرقة إلى قيام عديد من الحروب بينهم، أما الشمال الإفريقي الذي كان مكانا لمملكة الوندال، فقد اضطرب اقتصاديًّا هو الآخر، عجز عن إنتاج القمح
كعادته، ولم يستطع أن يقف ولو قليلا أمام هجوم "جستنيان" لما كان فيه من ضعف وانهيار.
ولم يسجل تاريخ الجرمان في هذه الدويلات أيَّ نظرة إصلاحية، بل سادها نظام الإقطاع البغيض الذي مزق غرب أوربا تمزيقا كاملا[3].
وفي الدولة الرومانية الشرقية التي اتخذت "القسطنطينية" عاصمة لها، وهي [1] المسلمون والجرمان ص48. [2] الإمبراطورية البيزنطية "بيتز" ص6. [3] المسلمون والجرمان ص20-52 بتصرف.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 60