نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 65
[3]- الأوضاع الدينية للرومان:
كانت المسيحية هي دين الدولة الرومانية بقسميها الشرقي والغربي، ودين الولايات التابعة لها كمصر والحبشة وغيرهما، وكانت الأحداث الدينية تتردد سريعا في كل أرجاء الدولة من أقصاها إلى أقصاها.
وقد وضعت الكنيسة لنفسها نظاما معينا تسير عليه، فأقامت رئاساتها في العواصم الثلاث الكبرى لعالم البحر الأبيض حيث توجد كنائس روما والإسكندرية وأنطاكية، على أن يكون لبقية المدن أساقفة ورؤساء تابعون لأحد الكنائس الرئيسية الثلاث[1].
وظل الأمر على هذا الوضع حتى تأسست القسطنطينية وأصبحت عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، فتحولت كنيستها إلى المرتبة الثانية بعد كنيسة روما، تليها في المرتبة الثالثة كنيسة الإسكندرية وأنطاكية[2].
ولم يكن هذا الوضع الجديد بمحل رضى من رؤساء الكنائس الأخرى، فحل التنافس بينهم، وقد ظهرت أفكار جديدة في الفكر المسيحي شغلت بال العالم المسيحي، وقسمته إلى فرق متنازعة[3].
ذلك أن أفكار "أريوس" الداعية إلى إنكار ألوهية المسيح، وتأسيس فكرة دينية تعتمد على التوحيد، لاقت خلال القرن الرابع الميلادي نجاحا في عديد من الأماكن؛ حيث كانت الكنيسة في "أسيوط" على رأيه، وكثر أنصاره في الإسكندرية وفلسطين ومقدونية[4]، وكانت الكنائس الجرمانية التي نشأت في الدولة [1] الحضارة البيزنطية ص124. [2] الدول الإسلامية وإمبراطورية الروم ص36. [3] الحضارة البيزنطية ص125. [4] محاضرات في النصرانية ص123.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 65