نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 84
وهكذا نرى أن عبادة الهندوكية انتقلت من البساطة إلى التعقيد، ومن البدائية إلى التفلسف، وكان من أثر هذا التنقل تعدد طوائف الهنادكة تعددا يخطئه العد، وفي الجملة فإن عقائد الخاصة تختلف عن عقائد العامة، حيث اتجه الخاصة إلى لون من التوحيد الغامض المشوش، بينما عاش العامة مع التعدد والتجسيد[1]، إلا أن العقائد كلها كانت تلتقي عند فكرة الجزاء، وتناسخ الأرواح، والروح الواحدة للهندوكية[2].
وتقوم العقيدة الدينية عند الهنود على أساس النظام الطبقي السابق ذكره؛ لأن المنبوذين لا يسمح لهم باعتناق الهندوكية، ولهم أن تختاروا دينا آخر، مما أدى إلى حوث ثورات عدة ضد هذه النظم، وخاصة نظام الطبقات، وأشهر هذه الثورات ثورتان قام بهما الزعيمان "مهاويرا" و"بوذا" وهما من طبقة "الكشتريا" التي ضجت من ظلم البراهمة، واضعي الهندوسية، وقد قاما بثورتيهما ضد الهندوسية، وأدخلوا بعض التعاليم الجديدة عليها، وأعلنوا ديانتين جديدتين هما: الجينية والبوذية.
فالجينية: - هي مذهب "مهاويرا"- تنكر الإله، وتنادي بالمسالمة، ولا تعترف بالطبقات، إلا أن مبدأ المسألة أدى بأتباع مهاويرا إلى الإقرار بآلهة الهندوس للهندوس، واحترام عبادة البراهمة.
وعلى العموم فالجينية دين يؤمن بالزهد، والتقشف، والفناء، والسلوك السوي، حتى تصل الروح إلى مرتبة "النجاة" التي تشبه مرتبة "الانطلاق"، وكل تعاليمهم المقدسة أتت من خطب "مهاويرا" ومريديه[3]، وكان انتشار هذا المذهب ضئيلا في العدد، انحصر في طبقة الكشتريا والمنبوذين.
والبوذية: هي دعوة "بوذا" تلغي نظام الطبقات، وتدعو إلى الصبر، وتحمل الألم، ودعم قوة الذات؛ لتقهر سيطرة الشهوة والهوى وترفع النفس عن عالم [1] تحقيق ما للهند من مقولة ص39. [2] أديان الهند الكبرى ص52. [3] أديان الهند الكبرى ص113 وما بعدها.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 84