نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 132
من ألد أعداء الإسلام، وأشد الناس خصومة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين.
ولقد صمم يومًا على قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليقضي على الدعوة الإسلامية ولكن الله أراد به الخير فشرح صدره للإسلام. ثم لم يلبث أن صار من أحب الناس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأشدهم تفانيًا في نصرة الحق وإعلاء الدين الحنيف، وإليك ما ذكره المؤرخون عن إسلامه:
خرج عمر يومًا متوشحًا بسيفه يريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمدًا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامهم وعاب دينها وسبَّ آلهتها فأقتله. فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فقال: وأي أهل بيتي؟ قال: ابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة بنت الخطاب زوجته، فقد -والله- أسلما وتابعا محمدًا على دينه، فعليك بهما. فرجع عامدًا إلى أخته وزوجها وعندهما خباب ابن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئهما إياها.
فلما سمع صوت عمر اختفى خباب في البيت وأخفت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة، وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب، فلما دخل قال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟ قالا له: ما سمعت شيئًا. قال: بلى والله، لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدًا على دينه.
وبطش بسعيد بن زيد فقامت فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها.
فلما فعل ذلك قالت أخته وزوجها: نعم، قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك.
فلما رأى عمر ما بأخته من آثار الضرب، ندم على ما صنع، فارعوى وقال:
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 132