نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 171
الوسط الخبيث، وتلك البيئة الفاسدة، إلى جوٍّ المدينة الطاهر الجميل.
وأول من خرج، أبو سلمة المخزومي زوج أم سلمة رضي الله عنهما[1]، ثم تتابع المهاجرون بعد أبي سلمة، فرارًا بدينهم ليتمكنوا من عبادة الله الذي امتزج حبه بنفوسهم. ولم يبق منهم إلا أبو بكر وعلي، وقليلون من المستضعفين الذين لم تمكنهم أحوالهم من الهجرة.
وقد كان بقاء أبي بكر وعلي بأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك أن أبا بكر أراد الهجرة. فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "علي رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي".
فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك يا رسول الله، بأبي أنت؟ قال: "نعم".
فحبس أبو بكر نفسه، انتظارًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون في شرف صحبته، وجهز راحلتين عنده استعدادًا لذلك اليوم الموعود[2].
ولا شك أن هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة كانت مبعث سعادة نفسية كبرى لهم، لأنهم تنفسوا الصعداء، وشعروا بالحرية التي لم يكونوا يألفونها، وأخذوا يعبدون الله وينشرون دينه في جوٍّ بعيد عن الضغط والإرهاب والظلم والعدوان.
كما كانت ضربة قاضية على المشركين في مكة، إذا خاب أملهم وأفلت [1] أسند ذلك ابن إسحاق عن أم سلمة كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 112 وغيره. وأما ما أسنده ابن سعد وغيره عن البراء: "أول من قدم علينا مصعب بن عمير" فذلك كان قبل العقبة الثانية، ومراد ابن إسحاق فيما أسنده بعد العقبة الثانية. [2] أخرجه البخاري في صحيحه، كما في "فتح الباري" 4/ 475، وغيره. وانظر سياق روايات الهجرة في:
"ترتيب طبقات ابن سعد" 1/ 247 وما بعدها، "سيرة ابن هشام" 2/ 112 وما بعدها، "المواهب اللدنية" 1/ 284 وما بعدها، "الدلائل" للبيهقي 2/ 458 وما بعدها، "البداية" 3/ 168 وما بعدها، وغير ذلك كثير.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 171