نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 173
واحد منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا، ويرضون بالدية فنعطيها لهم.
وقد وقع هذا الرأي في نفوسهم موقع الرضا والقبول، فوافقوا عليه وتهيئوا للإسراع في تنفيذه[1].
وهذا هو مكرهم، ولكن الله الذي يكتب ما يبيتون ويعلم ما يفعلون لم يتخل عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- فأوحى إليه بما دبره له الأعداء في ندوتهم، وأمره بالهجرة من مكة إلى المدينة، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [2].
ومما تقدم يتبين لنا أن أسباب الهجرة تتلخص فيما يأتي:
1- شدة إيذاء المشركين من قريش للرسول -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين. وقد بلغ هذا الأذى نهايته في الفترة الأخيرة، أي بعد وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- ووفاة أبي طالب، عم الرسول -صلى الله عليه وسلم. [1] أخرج القصة هذه ابن إسحاق عن جماعة لا يتهمهم، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد وغيره، عن ابن عباس كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 124، وفي قصته أن إبليس حضر ذلك المجلس بصورة شيخ كبير من أهل نجد، وأنه كان له القول الفصل في نقض الاقتراحات الأولى.
وأخرج القصة البيهقي عن ابن إسحاق 2/ 466.
وأخرجها ابن سعد 1/ 174، و"المواهب" 1/ 285، و"مجمع الزوائد" 6/ 52 وما بعدها، وغير ذلك. [2] سورة الأنفال، الآية 30.
وقد جاء ذكر هذا فيما تقدم، وفي أحاديث أخرى كثيرة.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 173