responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 206
ثم ارتفع جبريل وجعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يديم النظر إلى السماء، رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل ربه[1]، وقد أقسم الله ليكونن عند ما سأل محمد -صلى الله عليه وسلم- وليجيبنه إلى ما طلب، فوعده بقوله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} . أي لنعطينك ما تطلعت إليه نفسك، وأشرب حبه قلبك من استقبالك المسجد الحرام..
وما قصد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك وأحبه عن سخط في التولي إلى بيت المقدس ومجرد هوى في النفس وشهوة في التولي إلى الكعبة، وإنما كان ذلك منه -صلوات الله عليه- لمقاصد دينية وأغراض سامية وافقت مشيئة الله تعالى ... ولذا فإن وعد الله للرسول -صلى الله عليه وسلم- رتب عليه الإنجاز السريع والتنفيذ العاجل.
حيث قال سبحانه لرسوله -صلى الله عليه وسلم:
{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [2].
وبذلك صدر الأمر الإلهي للرسول -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين بالتحول من بيت المقدس إلى الكعبة، ثم يبين الله بعد ذلك أن الفريقين من اليهود والنصارى يعلمون أن أمر التحويل إلى الكعبة هو الحق، لأنه مسطور في كتبهم: أنه -عليه الصلاة والسلام- يصلي إلى القبلتين، وليس
ذلك ابتداعًا من تلقاء نفس محمد -صلى الله عليه وسلم.
فيقول سبحانه: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [3].

1 "روح البيان" 1/ 201.
والحديث المذكور رواه أبو داود في ناسخه، عن أبي العالية، كما في "الدر المنثور" 1/ 261، وهذا مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف.
[2] سورة البقرة، الآية 150.
[3] سورة البقرة، الآية 144.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست