نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 310
فلما سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- منه هذا الكلام ورأى أثر الحنين إلى مكة في نفوس المسلمين قال: "اللهم حبب إلينا المدينة كمحبة مكة أو أشد" [1].
وعلى الرغم من الانتصارات التي تمت للمسلمين في كثير من الغزوات والمعارك التي خاضوها ضد قريش وغيرها من القبائل، والتي أشعرت المسلمين بعزتهم وكرامتهم، وألقت الرعب في قلوب أعدائهم، إلا أن قريشًا كانت تحول بين المسلمين وبين دخول مكة لزيارة المسجد الحرام، لأنها لا تراهم يستحقون هذا الشرف ما داموا يجعلون الآلهة إلهًا واحدًا، وما داموا لا يؤمنون بهبل، واللات والعزى، ومناة، ولأنها تخشى أن يدخل المسلمون مكة فيطيب لهم المقام بها، ويصعب إخراجهم منها.
وبينما كان المسلمون مجتمعين في المسجد النبوي ذات صباح إذ طلع عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنبأهم بما رآه في نومه من أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين محلقين رءوسهم ومقصرين، وأخبرهم أنه يريد أداء العمرة معهم، ففرحوا واستبشروا واستعدوا للخروج منتظرين ما يأمرهم به نبيهم الكريم[2]. [1] حديث صحيح، أخرجه البخاري 3/ 30، ومسلم 480، وأحمد 6/ 56، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 332، ومالك في "الموطأ" 891، البغوي في "شرح السُّنة" 7/ 317، وغيرهم. [2] ذكر هذا السبب صاحب "السيرة الحلبية" 2/ 688 ولم أقف عليه من وجه صحيح ولكن من وجوه مرسلة كثيرة وإنما الذي صح عن عمر في البخاري وغيره أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم: ألم تخبرنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به، قال: "نعم"، أقلت: العام؟ ... الحديث.
فهو -صلى الله عليه وسلم- أخبرهم بأنه يريد العمرة، من دون أن يوقف على الدافع من ذلك. والله أعلم. على أن هذه الرؤيا ذكرها غير واحد، وهي ثابتة في قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ... } .
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 310