نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 312
حابس الفيل:
وحينما وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ثنية المرار[1] بركت القصواء -وهي ناقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزجروها فلم تقم، فقالوا: خلأت القصواء[2]، فقال -صلى الله عليه وسلم: "ما خلأت وما ذلك لها بخلق[3]، ولكن حبسها حابس الفيل[4]. والذي نفس محمد بيده: لا تدعوني قريش لخصلة[5] فيها تعظيم لحرمات الله إلا أجبتهم إليها".
ولا شك أن هذه الكلمة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- تشير إلى معنى كريم فطن إليه المسلمون واطمأنت إليه نفوس الكثير منهم، وهو أن الله لا يريد للمسلمين أن يؤدوا نسك العمرة في هذه المرة، ومن أجل ذلك حبس الناقة عن المضي إلى الكعبة، وبذلك كف أيدي قريش عن المسلمين، كيلا تنتهك حرمات البيت الذي [1] بضم الميم، وتخفيف الراء، مكان قرب الحديبية. [2] القصواء: اسم الناقة، وخلأت: أي حرنت فلم تعد تأتمر بأمر صاحبها. [3] أي ليس من عادتها وطبعها. [4] أي حبسها ومنعها من الحركة الذي حبس الفيل ومنعه، وهو الله تعالى، يريد أنه منعها من ذلك لأمر مهم أراده. [5] أو لخطة، كما في روايات أخرى.
بالمسلمين عن القتال ما داموا لم يتهيئوا له، ولم يخرجوا من أجله، فقال لأصحابه: "هل من رجل أخذ بنا على غير طريقهم؟ " فقال رجل من أسلم: أنا يا رسول الله. فسار بهم في طريق وعرة، ثم خرج بهم إلى سهل مستوٍ يحاذي مكة من أسلفها.. فلما رأى خالد ما فعل المسلمون رجع إلى قريش وأخبرهم الخبر، وبين لهم أن محمدًا لا ينوي شرًّا، وأن سلوكه هو ومن معه من أصحابه يدل على حبهم للسلام، ورغبتهم في تحقيق الغاية التي خرجوا من أجلها، وهي زيارة المسجد الحرام.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 312