نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 48
أمدًا طويلًا حتى طغوا واستحلوا حرمة البيت وظلموا من دخل مكة من الحجاج وغيرهم، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى إليها، وظهر فيهم الفسق والفساد حتى إنهم كانوا يأتون الفحشاء والمنكر في جوف الكعبة، وكان ذلك السبب المباشر في ضعفهم وضياعهم، فأخرجهم الخزاعيون من مكة [1]، وأصبحوا كما قال شاعرهم 2:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى: نحن كنا أهلها فأبادنا [3] ... صروف الليالي، والجدود العواثر
وكان الخزاعيون قد هاجروا من اليمن واستقروا في مكة إلى جوار الجراهمة، فلما رأوا ما حل بهم من فساد وضعف وانحلال، انتهزوا هذه الفرصة واستولوا على النفوذ والسلطان في أوائل القرن الثالث الميلادي، وقد ظلوا سادة مكة زهاء مائتي سنة، ثم أدركهم داء الأمم وقلب الدهر لهم ظهر المجن، واستطاع زعيم قرشي من بني إسماعيل أن يحاربهم وينتصر عليهم ويعيد نفوذ أجداده القديم وسلطانهم على هذه البلاد، وهذا الزعيم هو: قصي بن كلاب، وهو الجد الرابع للرسول صلى الله عليه وسلم. [1] سيرة ابن هشام 1/ 119.
2 هو عمرو بن الحارث بن عروة بن مضاض. [3] في السيرة: "فأزالنا"، وهو أصح. والقصيدة عنده تقع في ستة عشرة بيتًا.
قصي بن كلاب وأثره في قريش:
ومنذ رجعت السلطة والنفوذ إلى قصي، بدأ عهد جديد في النمو والازدهار لبني إسماعيل بعد أن ظلوا أمدًا طويلًا في ضعف وركود يكاد يشبه الموت، وكان
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 48