رجال الطبقة الثانية من كتاب المغازى والسير
مدخل
...
رجال الطبقة الثانية من كتاب المغازي والسير:
لا يعني تقسيم علماء المغازي والسير إلى طبقات؛ أولى وثانية وثالثة.. إلخ، أنه لا تبدأ الطبقة الثانية إلا إذا انتهت الطبقة الأولى؛ لأنه ليس هناك حد زمني فاصل بين هذه الطبقات، فالعلم متصل، وحلقاته ممتدة ومستمرة، وأجيال العلماء متداخلة، وربما يكون الواحد منهم تلميذًا وأستاذًا في نفس الوقت، بل المقصود من هذا التقسيم، تمييز رجال كل مرحلة عن التي سبقتها والتي تلتها. وكلما امتد الزمن اتسعت دائرة العلم وزاد عدد العلماء وتلاميذهم؛ ولذلك سنجد في هذه الطبقة الثانية، حشدًا كبيرًا من علماء المغازي والسير ذوي المكانة العلمية الرفيعة، خاصة في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
ويكفي أن نلقي نظرة على سيرة ابن إسحاق -الذي سنخصه بحديث مفصل في هذا الكتيب؛ لتميزه وإمامته في ميدان السيرة النبوية -والتي جاءتنا عن طريق عبد الملك بن هشام برواية زياد بن عبد الله البكائي، ليعرف مدى الحجم الذي وصل إليه عدد العلماء، وكيف كان اهتمام هذا الجيل بسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فابن إسحاق يروي مباشرة بطريق المشافهة، عن أكثر من مائة راوٍ من علماء المدينة، وكلهم يروي عنه بقوله: حدثني فلان، أو أخبرني فلان، أو سألت