في المدينة علم ما عاش هذا الغلام -يقصد ابن إسحاق". وقال عنه الذهبي -وهو معروف بتحريه ودقته وصرامته في الحكم على الرجال: "والذي تقرر عليه العمل أن ابن إسحاق إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية.. وكان أحد أوعية العلم، حبرًا في معرفة المغازي والسير"[1]. وأقوال العلماء فيه مستفيضة، وكلها مجمعة على إمامته في المغازي والسير، لذلك رأينا أن نخصه بمزيد من التقصي والتفصيل لأخباره حتى يعرف المسلمون علماءهم، وأصحاب الفضل في إيصال أخبار وسير ومغازي وجهاد رسولهم وصحابته إليهم, فمن هو ابن إسحاق؟
هو: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار -وقيل يسار بن كوتان- المطلبي بالولاء، المديني؛ نسبة إلى مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يكنى بأبي بكر، وقيل بأبي عبد الله، وكان جده يسار من أهل قرية عين التمر بالعراق، وقد وقع في أسر المسلمين عندما فتح خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عين التمر فيما فتح من أرض العراق سنة 12هـ في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- 11- 13هـ وأرسل يسار بن خيار مع غيره من الأسرى إلى المدينة المنورة، عاصمة الدولة الإسلامية في ذلك الوقت. ولا يعرف على وجه [1] انظر تذكرة الحفاظ للذهبي، ج1، ص172.