نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 437
باهى به الملائكة قال هو علىّ فانحازوا به الى أحد فلم يقدر أن يصعده بالفرس فحوّل رجله الى الجانب الآخر واعتمد على منكب علىّ فنزل عن الفرس وصعد الجبل فجلس وجلس أصحابه حوله وكان صلى الله عليه وسلم يلتفت الى الجوانب فقالوا من تريد يا رسول الله فأقبل على علىّ وقال هل عندك خبر من عمك فأخبره علىّ بما وقع فبكى رسول الله صلّى الله عليه وسلم والاصحاب هذا ما فى الينابيع وفيه بعض المخالفة لما هو المشهور* قال ابن اسحاق فلما انتهى رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى فم الشعب خرج علىّ بن أبى طالب حتى ملأ درقته من المهراس* فى المواهب اللدنية المهراس صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء وقيل هو اسم ماء بأحد* وفى خلاصة الوفاء هو ماء بأقصى شعب أحد يجتمع من المطر فى نقرة هناك فجاء به الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتدّ غضب الله على من أدمى وجه نبيه فبينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى الشعب معه أولئك النفر من أصحابه اذ علت عالية من قريش الجبل* قال ابن هشام كان على تلك الخيل خالد بن الوليد فقال رسول الله اللهمّ انه لا ينبغى لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل ونهض رسول الله الى صخرة من الجبل ليعلوها فلم يستطع وقد كان بدن وظاهر يومئذ بين درعين فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها فقال صلّى الله عليه وسلم أوجب طلحة كذا رواه الترمذى وأورده فى الرياض النضرة بتغيير يسير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم احد عليه درعان فذهب لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته وصعد رسول الله على ظهره حتى صعد فى الصخرة قال الزبير سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة أخرجه احمد والترمذى وقال حسن صحيح كذا قاله أبو حاتم واللفظ للترمذى عن عائشة بنت طلحة قالت لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبىّ صلّى الله عليه وسلم وشج وجهه وعلاه الغشى فجعل طلحة يحمله ويرجع القهقرى وكلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده الى الشعب أخرجه الفضائلى وفى رواية قيل وما أوجب قال الجنة* قال ابن هشام وبلغنى عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة النبية من الشعب وصلّى رسول الله الظهر يومئذ قاعدا من الجراح التى أصابته وصلّى المسلمون خلفه قعودا* وفى معالم التنزيل ولما انتهى صلّى الله عليه وسلم الى أصحاب الصخرة فرأوه وضع رجل من أصحابه سهما فى قوسه وأراد أن يرميه فقال أنا رسول الله فلما سمعوا ذلك فرحوا به وفرح بهم حين رأى فى أصحابه من يمتنع به واجتمعوا حوله وتراجع الناس فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فأقبل أبو سفيان وأصحابه حتى وقفوا بباب الشعب فلما نظر المسلمون اليهم همهم ذلك فظنوا أنهم يميلون عليهم فيقتلونهم فأنساهم هذا ما نالهم فرفع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده وقال اللهم ليس لهم أن يعلونا اللهم ان تقتل هذه العصابة لا تعبد فى الارض ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم وفى رواية قذف الله فى قلوبهم الرعب حتى وقفوا مكانهم* قال ابن اسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم الى المنقى دون الاعوص وقال ابن اسحاق حدّثنى عاصم بن عمرو بن قتادة أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب أصابته جراحة يوم أحد فأتى به الى دار قومه وهو بالموت فاجتمع اليه أهل الدار فجعل المسلمون من الرجال والنساء يقولون ابشريا ابن حاطب بالجنة وكان أبوه حاطب شيخا قد عاش فى الجاهلية فنجم يومئذ نفاقه فقال بأى شىء تبشرون يزيد لقد غررتم والله هذا الغلام من نفسه* وقال ابن اسحاق حدّثنى عاصم بن عمرو بن قتادة قال كان فينا رجل لا ندرى ممن هو يقال
له قزمان
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 437