responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جوامع السيرة - ط المعارف نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 14
فاجتمع منه شيء يسير جداً، فدعا عليه بالبركة، ثم أمرهم فأخذوا، فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملئ.
(36) وحكى الحكم بن أبي العاصي [1] مشيته مستهزئاً، فقال له: كذلك فكن، فلم يزل يرتعش إلى أن مات.
(37) وخطب أمامة بنت الحارث بن عوف [2] بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذيبان، وكان أبوها أعرابيا جافياً، سيد قومه، فقال: إن بها بياضاً، وكانت العرب تكنى بهذا عن البرص، فقال له صلوات الله وسلامه عليه: لتكن كذلك؛ فبرصت من وقتها، وانصرف أبوها، فرأى ما حدث بها، فتزوجها ابن عمها، يزيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة، فولدت له الشاعر شبيب بن يزيد وهو المعروف بابن البرصاء [3] .
إلى غير ذلك من آياته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم؛ وإنما أتينا بالمشهور المنقول نقل التواتر. بالله التوفيق.

[1] لم يعده ابن حبيب في المستهزئين، بل ذكره فيمن كانوا يؤذون رسول الله (المحبر ص 157) ، وليس في ترجمة الحكم كما وردت في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة ما يشير إلى شيء مما ذكره ابن حزم هنا؛ غير أن البلاذري ذكره في أنساب الأشراف (5: 27) وقال: كان مغموصاً عليه في دينه، فكان يمر خلف رسول الله فيغمز به ويحكيه ويخلج بأنفه وفمه، وإذا صلى قام خلفه، فأشارا بأصابعه، فبقى على تخليجه وأصابته خبلة.
[2] في الأصل: " الحارث بن أبي عوف " وصوابه من الجمهرة: 241، وطبقات ابن سلام: 566، وابن هشام 3: 226. والحارث المذكور هو قائد بني مرة يوم الأحزاب. وانظر الخبر في ترجمته في الإصابة.
[3] في الأغاني (11: 89) أن أمه اسمها قرصافة، وأنها سميت البرصاء لبياضها لا لبرص فيها؛ وقال ابن الأنباري في شرح المفضليات (ص: 336) إن قرصافة أم أمه، أما أمه فهي جمرة وقيل جبرة.
لتكون موطن إقامته. وهو ممن جمع نواحي كثيرة من ثقافات عصره في القراءات واللغة والحديث والنحو. ويتجلى في وسط هذه العلوم اهتمامه بالسيرة النبوية، فقد سمع " الروض الأنف " من قريب له اسمه الحافظ أبو زكريا الحميري، وسمع السيرة من أحمد بن علي الفحام النحوي، وسمع الشمائل من شيخ ثالث، وروى " سيرة ابن حزم " عن شيخه أبي القاسم بن بقي، كما أخذ عنه أيضاً " الموطأ " وقرأ عليه " الكامل " للمبرد، وكان الطائي هذا آخر من روى عن ابن بقي. وليس في المصادر ما يدل على أنه كان ظاهري المذهب، ولكن ليس هناك ما يمنع ذلك، وقد عرف عنه شيء من التشيع، وانحراف عن معاوية وابنه يزيد، وفي هذه الناحية يشبهه تلميذه أبو حيان الذي كان يميل إلى محبة علي والتجافي عن من قاتله [1] .
[3] - وكان حسن (أو حسين) بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص المعروف بابن الناظر (603 679) [2] ، ممن تلمذ أيضاً لابن بقي حين لقيه بإشبيلية. وابن الناظر هذا بلنسي الأصل غرناطي النشأة، رحل إلى كثير من بلاد الأندلس، وقرأ على الشيوخ، حتى أصبح " متفنناً في جملة معارف.. حافظاً للحديث والتفسير، ذاكراً للأدب واللغة والتاريخ "، كما كان أيضاً من المعروفين بضبط الأسانيد والروايات. وقد تنقل بين التدريس والقضاء، حتى وافته منيته بغرناطة. وذكره أبو حيان في شيوخه إذ لقيه بمالقة، وقال فيه: " كان فيه بعض ترفع وتعتب على الدنيا، حيث قدمت من هو دونه ".
4 - أما أحمد بن يزيد بن بقي أبو القاسم الأموي القرطبي، قاضي القضاة

[1] الدرر الكامنة 4: 306.
[2] انظر ترجمة حسن (أو حسين) بن عبد العزيز بن أبي الأحوص في: بغية الوعاة: 234، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي: 127، والإحاطة للسان الدين 1: 292. وانظر مسالك الأبصار ج 11 ص 471 (في من نقلهم العمري عن أبي حيان من كتاب النضار) ، وكذلك ترجم له ابن الزبير في صلة الصلة.
نام کتاب : جوامع السيرة - ط المعارف نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست