responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 138
القرشية. وإلى هذا، فقد كانت الأخيرة مؤلفة من محاربين مدربين بارعين، على حين كان المسلمون قد حشدوا حتى الشبان الذين لا خبرة لهم بالحرب ولا مراس. واذن، فلم يكن المسلمون- لا من حيث العدد ولا من حيث القوة والبراعة- أندادا لعدوّهم. وهذا ما أورث الرسول أعظم القلق. فانقلب إلى عريش كانوا قد بنوه له وابتهل إلى الله بعينين دامعتين قائلا: « [اللهمّ هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاول أن تكذّب رسولك، اللهمّ فنصرك الذي وعدتني] . اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد!» وبعد أن [هتف بربّه مادّا يديه مستقبلا القبلة] خرج إلى الناس متهلل الوجه وجهر بتلاوة الآية القرآنية التي تقول، وكانت قد أنزلت اليه قبل ذلك بفترة غير يسيرة: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ.» *
أما قريش فكانت قد خرجت بالسلاح الكامل. وعملا بالوصية القرآنية أحجم المسلمون عن الهجوم، ريثما يضرب العدو الضربة الأولى.
وأخيرا خرج من صفوف المكيين ثلاثة من أبطال قريش [هم عتبة ابن ربيعة بن عبد شمس، وابنه الوليد، وأخوه شيبة] فطلبوا من يخرج للقائهم من صفوف المسلمين. وكانت العادة المتّبعة في الحروب العربية، في تلك الأيام، تقضي بأن يفتتح القتال بمبارزات فردية. وهكذا قبل التحدي ثلاثة من المسلمين [هم حمزة بن عبد المطلب، وعبيدة ابن الحارث بن المطلب، وعليّ بن ابي طالب] ، فخرجوا لمبارزتهم [فكان عبيدة بأزاء عتبة، وعليّ بأزاء الوليد، وحمزة بأزاء شيبة] .
واتفق ان صرع الابطال القرشيون الثلاثة في المبارزة. وعقب ذلك بضع مبارزات أخرى، وسرعان ما أمسى القتال عاما. لقد حمل القرشيون على المسلمين، ولكن هؤلاء ثبتوا لهم، وردّوهم على أعقابهم.

(*) السورة 54، الآية 45.
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست