عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها، وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً.» * لقد حققت الريح للمسلمين ما كان متعذرا عليهم أن يحققوه بقوة سلاحهم. وإذ رأت قريش وأحلافها أن الطبيعة نفسها كانت تعمل ضدهم دبّ الذعر في نفوسهم. لقد اعتبروا ذلك نذيرا بشؤم. وهكذا انسحبوا، يائسين، في تلك الليلة نفسها، وكم كان ابتهاج المسلمين عظيما، وشكرهم لله غامرا، حين لم يروا ايا من أعدائهم هناك، صباح اليوم التالي. هل كانت اليد العاملة من وراء الستار، والتي احبطت محاولات القوى المتفوقة الهادفة إلى سحق حفنة من المسلمين والتي أفسدت خطط اليهود والمنافقين الغادرة، غير يد الله نفسه؟ وعلى هذا النحو انتهت بالخيبة والذعر الشاملين أقوى حملة منظمة شنّت على الاسلام.
(*) السورة 33، الآية 9.