responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 172
من معركة بدر.
وقامت قبيلة يهودية أخرى، هم بنو النّضير، على الرغم من تعاهدها مع المسلمين، بمفاوضات سرية مع قريش منذ البدء. لقد كتب القرشيون اليها، قبل موقعة بدر، يسألونها قتل الرسول.
والواقع ان بني النّضير هؤلاء دعوا الرسول ذات يوم وحاولوا الغدر به، ولكن محاولتهم أخفقت. وإذ تجلّت خيانتهم من طريق أعمال كهذه لم يعد في طوق الرسول ان يجيز لمثل هذا العنصر الخطر أن يبقى في قلب المدينة من غير ان يعرّض سلامته وسلامة المسلمين للخطر.
وهكذا خيّروا بين تجديد اتفاقهم مع المسلمين كتوكيد لنيّاتهم السلمية، أو الجلاء والاقامة في مكان آخر. وجدّد بنو قريظة، الذين لم يتهموا حتى الآن بأيما عمل جدّي غادر ضد المسلمين، عهدهم عن طيب نفس. ولكن بني النّضير، وكانوا نزاعين إلى الشر والأذى، رفضوا الاقدام على ذلك. ومن ثم أمسوا أعداء للاسلام على نحو صريح.
ووعدهم عبد الله بن أبيّ، أيضا، العون والمساعدة، فزادهم ذلك ثباتا في مقاومتهم للمسلمين. ويتعيّن علينا ان لا ننسى هنا أن الاسلام كان يمرّ آنذاك بمرحلة حرجة جدا من مراحل حياته. كانت هي فترة معركة أحد، عندما تألّب الأعداء من كل صوب وشهروا السلاح لتسديد ضربة قاضية إلى الاسلام. كان الهجوم، يشنّ من الخارج، خطرا من غير ريب، ولكن الانفجار الداخلي المرتقب في كل لحظة كان أشدّ من ذلك خطرا. يقول المثل: الإنذار المسبّق يساوي التسلح المسبّق. وكان هذا ممكنا في حال هجوم خارجي، لما يتيحه للمسلمين من وقت يستعدون خلاله لمواجهة الوضع. أما الانفجار غير المرتقب في المدينة نفسها فخليق به أن يكون طعنة قاتلة توجّه إلى فؤاد الاسلام نفسه. وكان بنو النّضير على صلات ودية مع أعداء الاسلام. وهكذا كان رفضهم تجديد الاتفاق بمثابة اعلان للحرب.

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست