responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 174
والتاريخ، أيضا، يشهد على اشتراكهم في المعركة. بل لقد بيّتوا خطة للهجوم على نساء المسلمين أيضا. وكان في خيانة بني قريظة- وقد برز في الجانب الآخر من الخندق اربعة وعشرون الف مقاتل متحرقين لسحق الاسلام، وانهمك المنافقون في انزال الاذى بالمسلمين في الداخل- ما زاد في متاعب الرسول وأصحابه إلى حد بعيد. وهكذا رثي، عند انقضاء معركة الاحزاب، ان من المناسب أن تنزل ببني قريظة العقوبة التي يستحقّون، والتي قد تحول دون تكرّر مثل هذه الخيانة الغادرة في المستقبل. ومن ثم ألقى المسلمون الحصار على معاقلهم.
فاستسلموا بعد مقاومة قصيرة. وإنما حدث هذا في السنة الخامسة للهجرة. وقد اختار بنو قريظة بأنفسهم سعد بن معاذ، وكان في ما مضى حليفهم، حكما يعيّن العقوبة التي يستحقون. ولو انهم فوّضوا أمرهم إلى الرسول اذن لعاملهم في أغلب الظن كما عامل أبناء عمومتهم بني قينقاع وبني النّضير. لقد كان خليقا به ان يحكم عليهم، في أسوأ الأحوال، بالنفي من المدينة. ولكن سعدا، الحكم الذي اصطفوه هم، كان ينظر إلى غدرهم الخطر، في لحظة الحرج، باشمئزاز بالغ. لقد ارتأى أن عظم الاذى الذي أنزلوه بالمسلمين يقتضي عقوبة نموذجية بدونها لن تحظى المواثيق، في المستقبل، إلا باحترام ضئيل، وقد يعتبرها أيّ من الفريقين المعنيّين عندئذ قصاصات ورق لا قيمة لها. ومن هنا انتهى إلى هذا القرار: ان جزاءهم العادل يجب ان لا يكون، بأية حال، أخفّ من تلك التي قضى بها كتابهم المقدس، العهد القديم، في حقّ العدو المهزوم. وهذا ما يقضي به «العهد القديم» في هذا الصدد:
«وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف. وأما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي أعطاك الرب الهك.» (سفر

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست