responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 177
ثم ان اليهود استسلموا، وطلبوا أن يبقيهم الرسول على أراضيهم شرط أن يقدّموا إلى المسلمين نصف ثمرها. فأجابهم الرسول إلى ما طلبوا، وأجاز لهم الاحتفاظ بأراضيهم، برغم ثقته من انهم لن يحجموا عن انزال الاذى بالمسلمين [حين تتاح لهم الفرصة] . وبعيد عقد هذه التسوية مباشرة، ائتمر زعماء اليهود بالرسول*، وحرّضوا زينب [بنت] الحارث [بن ابي زينب] ، وكانت زوجة [سلّام بن مشكم] الذي قتل في المعركة، على ان تدعو الرسول إلى طعام مسموم. ولكن العناية الالهية اشعرت الرسول بما بيّت له من غدر، فلم يكد [يلوك مضغة من الشاة المسمومة] حتى لفظها [وهو يقول:
«إن هذا العظم ليخبرني انه مسموم» ] ، في حين أساغ أحد أصحابه، بشر بن البراء، ما طعم من الشاة وازدرده فمات من اثر السمّ.
والحق أن المسلمين عاملوا بني النّضير بعد ذلك معاملة سمحة، ولكن ما فطروا عليه من غدر ونزوع إلى الاذى جعلهم في نجوة من التأثر بتلك المعاملة السمحة، فلم تنطفئ في قلوبهم نار العداوة للاسلام.
لقد ظلوا مصدر ازعاج للمسلمين سرمديّ، فلم يكفّوا يوما عن التآمر عليهم وعن ايذائهم على نحو خسيس. ولقد واصلوا مؤامرانهم تلك حتى خلافة عمر بن الخطاب. وذات يوم قذفوا بابن عمر نفسه، عبد الله، من سطح بيت من البيوت. وإذ اثبتت الأيام اخفاق كل محاولة من المحاولات التي قام بها المسلمون لتألّفهم، نفوهم آخر الأمر إلى بلاد الشام.
بيد ان الرسول حاسن يهود خيبر وعاملهم معاملة رحيمة. لقد بذل قصارى جهده لتألّفهم. وكان خليقا بالمحاولة التي قاموا بها لتسميمه أن تبرّر اتخاذ أقسى الاجراآت ضد الشعب اليهودي كله.
ولكنه كان شديد الحرص على ان يراهم متحدين مع المسلمين برباط

(*) ائتمروا به: هموا به وأمر بعضهم بعضا بقتله
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست