ومنذ البدء كانت خديجة سنادا للرسول كبيرا. ومن هنا أصابته وفاتها بصدمة قاسية. وكان لا يفتأ، منذ ذلك الحين، يذكرها ويتحدث عن ذكرياته السعيدة معها. واحتراما لذكراها كان يبعث بالهدايا، بعد وفاتها، إلى صديقاتها. وبعد فترة يسيرة زوّجه ابو بكر ابنته عائشة. وإذ كانت عائشة صغيرة السن، آنذاك، فقد لزمت بيت أبيها إلى ما بعد الهجرة بسبعة أشهر أو ثمانية عندما شخصت هي أيضا إلى المدينة وعاشت مع النبي. ومن بين نساء النبي جميعا كانت هي وحدها عذراء لم يسبق لها الزواج من رجل آخر.
وبعد خطبته لعائشة تزوج الرسول في مكة سودة [بنت زمعة] ، وهي أرملة متقدمة في السنّ. وكانت سودة قد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة. حتى إذا عادا منها توفي زوجها [السّكران بن عمرو بن عبد شمس] في بعض الطريق، مخلّفا اياها في بلاء عظيم، وإذ كانت الجماعة الاسلامية صغيرة في تلك الفترة فلم يكن في امكانها أن تجد مفزعا لائقا إلا في رحاب الرسول. وهكذا سألته أن يتزوجها فقبل.
وخلّفت حفصة بنت عمر ارملة بعد معركة بدر، إذ استشهد زوجها خنيس في الميدان. وعرض عمر على ابي بكر ثم على عثمان أن يتزوجا بنته. وهذا يظهر فقدان الرجال المؤهلين للزواج، بين الجماعة الاسلامية، في تلك الفترة. ولكن كلا من الرجلين اعتذر عن ذلك، ولعل هذا كان بسبب من حدّة يسيرة كانت في مزاج حفصة. وأخيرا تزوجها الرسول في السنة الثالثة للهجرة. وفي السنة نفسها استشهد عبد الله بن جحش في أحد، فتزوج الرسول الكريم أرملته زينب أيضا. وبعد عام واحد، عند وفاة ابي سلمة، ضمّ الرسول زوجته امّ سلمة إلى أهله.
وكانت زينب بنت عمة الرسول اميمة بنت عبد المطلب. فاقترح