responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 255
مظاهر الحياة البشرية غير ممثّل في حياة «القدوة الكاملة» .
ومما يلقي ضوآ اضافيا على الحقيقة القائلة بأن جميع ضروب النزوات والشهوات الحقيرة المميّزة للطبيعة البشرية تمييزا صارخا كانت محمدة عند الرسول، تلك البساطة البالغة التي غلبت على طريقة حياته. فبرغم عيشه في هذا العالم أبدى تعلّقا يسيرا بالمفاتن التي يعرضها على الناس. فمن المهد إلى اللحد تقلّب الرسول في شكول من الأحوال والظروف متباينة- شكول يندر ان يقع عليها المرء في حياة رجل فرد. إن اليتم هو أقصى الشقاء والعجز على حين ان الملك هو أقصى القوة والسلطان. لقد استهل حياته يتيما، ومن هذا الدرك ارتقى إلى ذروة المجد الملكي، ولكن ذلك لم يحدث أيما تغيّر في اسلوب عيشه. فقد ظل يحيا على نفس الطعام المتواضع الذي اغتذى به من قبل، ويرتدي عين الملابس البسيطة التي ارتدادها دائما، ولزم في كل شأن من شؤونه اسلوب الحياة ذاته الذي اصطنعه يوم أن كان مجرد يتيم بائس. ان من العسير على المرء ان يتخلى عن عرش ملكيّ ويحيا حياة ناسك، ولكن أصعب من ذلك بكثير أن يتقلد صولجان الملك ويحيا في الوقت نفسه حياة ناسك، أن يملك السطوة والثروة ثم لا يصطنعهما إلا لخير البشر، أن تكون أكثر المفاتن اغراء معروضة أمام ناظريه ثم لا يجيز لها ان تأسره لحظة واحدة. فحين تمت للرسول السلطة المطلقة على المدينة وضواحيها كان أثاث بيته مؤلفا من فراش عاديّ وحصير من سعف النخل وابريق ماء فخاريّ. لقد كان يبيت، في بعض الليالي، على الطوى. وكانت النار كثيرا ما لا تضرم في بيته، طوال أيام موصولة، لطهو الطعام، بسبب من ان الأسرة كلها كانت تحيا على التمر ليس غير. وما كان ذلك لأن الرسول عدم أسباب العيش في سعة ورفه. فقد كان بيت المال في تصرّفه. وكان خليقا بالمثرين من أصحابه- اولئك الذين لم يحجموا عن التضحية بحيواتهم

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست