responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 257
ولا ريب في أن الرسول كان يحبّ أزواجه حبا جما ويحترمهن احتراما كثيرا. لقد روي عنه أنه قال: «خيركم خيركم لنسائه» . وهذا يمثّل موقفه نحو المرأة. ومع ذلك، فما إن وفدت عليه زوجاته يسألنه مطلبا مشروعا حتى قيل لهن إن بيت الرسول والمتارف الدنيوية لا يسيران جنبا إلى جنب. إن عليهن ان يخترن إما هذا وإما تلك. فهل من شيمة من كان عبدا لشهواته أن يغفل رغبات أزواجه على هذا النحو؟ إن هذا ليظهر بما لا يحتمل أدنى الشك إلى أي حد كان فؤاد الرسول مبرّآ من كل نزعة خسيسة شهوانية. فهو يؤثر التخلي عن نسائه جميعا على الاستسلام لما يعتبره غير لائق بهن، أي النزوع نحو الاشياء الدنيوية. ألا ينهض ذلك دليلا حاسما على ان غرضه من زواجه المتعدد قد يكون أيما شيء إلا الانسياق مع هوى النفس؟
وقد يتساءل المرء: أيّ شيء يمكن ان يكون غرضه من ذلك؟ إن القرآن الكريم ليجيب عن هذا السؤال على هذا النحو: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ... وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ، إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً.» * وهكذا أوضح هنا بأجلى بيان ان بيت الرسول ليس هو المكان الذي يجوز فيه الاستسلام لأهواء الجسد. كان الغرض أسمى من ذلك بكثير- كان هو حفظ ما سمعن وتعلّمن من طريق اتصالهنّ المستمر بالرسول لمصلحة الجنس البشري بعامة، وبنات جنسهن بخاصة. ومن هنا طلب اليهن ان يزدرين جميع مفاتن هذه الحياة ويفرغن قلبا وروحا

(*) السورة 33، الآية 28- 29؛ 34.
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست