الفصل الثّامن المؤمنون الأوّلون
«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ «الْمُقَرَّبُونَ.»
(القرآن الكريم، السورة 56، الآية 10- 11)
كان أول من أقرّ بصدق رسالة النبي زوجه خديجة. إنها لم تشكّ أقل الشّكّ، ولو لحظة واحدة، في صدق نبوءته. بل لقد أثبتت انها كانت، في لحظات الكآبة والغمّ، مصدر عزاء له لا يخطىء البتة.
وقبل ذلك بخمسة عشر عاما، حين لم تكن صلتها به هي صلة الزوجة ببعلها، رأت فيه- بعين المرء المجرّد عن الغاية- صفات نبيلة تركت في نفسها انطباعة عميقة. ولكن هذه الانطباعة الأولى ازدادت عمقا بتوثّق معرفتها به، من طريق حميمية العلاقة التي نشأت بعد بينهما بوصفهما زوجة وبعلا. وحين تلقّى الرسول الوحي الالهي أول مرة، ولم يدر كيف يؤدّي رسالة الاصلاح الثقيلة، ثبّتته هذه السيدة الفاضلة بشهادة فؤادها الخالصة. لقد لاحظت قائلة إن امرآ في