استشعر الندم والتوبة. وليس ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الرسول، برغم كبر قلبه وشهامته، كان يستشعر أيما نزوع ملحّ إلى التشهير بنفسه، لهذا الإعراض، مهما يكن تافها، على رؤوس الأشهاد.
وذلك يظهر ان الوحي جاء من مصدر خارجي ما- هو الذات الالهية نفسها. ولقد أذاعها في الناس، على الرغم من علمه بأنها استنكار الهي لعمله سوف يظل خالدا يتردد في آذان الناس إلى أبد الآبدين.
والحق ان الاذعان البهيج لارادة الله العليا كان هو المبدأ الرئيسي في حياته كلها. وبالاضافة إلى إثبات مصدر الوحي الخارجي على نحو قاطع، فأن تلك الحادثة تغني عن تحبير مجلدات لتوكيد فناء الرسول الكلّي في الخضوع لمشيئة الله.