نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 174
ويدل رابعا: على أن الكف عن الشر بعد أن تتوافر دواعيه وتهجم أسبابه هو من الأعمال الإيجابية التى يثاب عليها المرء، فالفضيلة إيجابية، وليست سلبية.
ويدل خامسا: على أن الوفاء بالحق فضيلة الإسلام، وأنه ليس بقريب من الله من أكل حقوق غيره، وأقرب الناس من أعطى كل ذى حق حقه، وتدل القصة فى ضمن ذلك على أن أجر العامل يجب أن يوفي، وأن يعطى العامل أجره قبل أن يجف عرقه، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
(ز) هذا وإن إحكام القول ليبلغ فى الأخلاق والمعاهدات التى عقدها النبى عليه الصلاة والسلام أعلى البلاغة، فهو يعقد المعاهدات، لا يترك فيها حقا إلا سجله فى عبارات واضحة مانعة من الجهالة التى تفضى إلى نزاع فى فهمها، ولا يترك فيها واجبا عليه إلا دونه فى عبارات صريحة لا التواء فيها ولا تحيف، بل هى صريحة كاملة الشروط، لأن مقاطع الحقوق عند الشروط.
ولو أن ساسة هذا العصر درسوا مخلصين وثائق المعاهدات التى أملاها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وأرادوا متجهين إلى الحق أن يحرروا معاهدات خالصة لوجه الحق، لا يجدون ثروة يأخذون منها إلا معاهدات النبى الأمى، وسيكون لذلك فضل من الكلام عند التعرض لسياسته إن شاء الله سبحانه وتعالى.
3- الخلق الكامل
[أ] الرفق
134- قال الله سبحانه وتعالي لنبيه الكريم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ولقد قال صلي الله تعالي عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ولقد قال عليه الصلاة والسلام: «أدبنى ربى فأحسن تأديبى» .
وكمال الخلق لفظ قصير يتناول في معناه كثيرا، فهو يشمل حب الفضيلة والتمسك بها والقيام بحقها، ويشمل حسن العشرة ولطف المودة، ويشمل صلة الرحم والإحسان إلي الجار القريب والبعيد، ويشمل حب الناس والرفق بهم، ويشمل التواضع، وتوطئة الكنف لهم، ويشمل البشر، ولقاء الناس به، ويشمل الأناة والحلم، ومنع الجفوة، ويشمل كظم النفس واجتناب الغيظ، ويشمل الحياء وإقراء السلام علي من عرف ومن لم يعرف، ويشمل الجود بما عنده، والزهد فيما ليس عنده، ويمنع الغلظ والفظاظة، ويشمل العفو عن المسىء، وإقالة عثرته، ويشمل الرد علي المسيء بالإحسان، ويشمل تخليص القلب من الإحن، ويشمل الإعراض عن الجاهلية، وترك المهاترة، والمماراة والمجادلة، ويشمل التيسير، وترك التعسير، والتبشير، دون التنفير.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 174