نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 333
بين عهدين
237- كان إسلام حمزة، ومن بعده إسلام عمر ابتداء عهد جديد للإسلام. كان المسلمون فى الأول مستضعفين يرامون بالسوء، ولا يدفعون السيئة بمثلها ولا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم، ولا يرقب فيهم أعداؤهم ذماما، ولا مراعاة لحسن جوار، أو لمودة، أو لقربى، بل يسومونهم العذاب، ويريدونهم على الهوان من غير أن يتوقعوا دفعا، وذوو المروات من المشركين إن تابوا عن الأذى فلأنهم لا يريدون أن يرتكبوا نذلة فى إيذاء عبد أو ضعيف، أو من لا يملك ردا.
ولما أسلم حمزة ابتدأ كبير الأنذال فيهم أبو جهل يحس بالضربات تقمع رأسه، وبالدم يسيل منه، فإن تخفف له نصراء من قومه خشى من المعركة، وأن يكون ابتداؤها هذا وهو يخاف نهايتها، كشأن كل من يكون ناقص المروءة، يستعدى على الضعفاء، ويخاف الأقوياء.
فلما أسلم عمر، كانت الكارثة على الشرك، وتكامل كيان العهد الجديد، عهد الاعتزاز بالإسلام. واستعلانه بعد استخفائه. ووقوف المسلمين صفوفا مجتمعين، بعد أن كانوا فرادى متفرقين.
التقى عمر عند إسلامه فى بيت الأرقم بن أبى الأرقم فى الصفا، وعدد المسلمين يقارب الأربعين، فقام عمر رضى الله عنه، فقال: يا رسول الله علام نخفى ديننا ونحن على الحق، ويظهرون دينهم، وهم على الباطل.
قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إنا قليل وقد رأيت ما لقينا.
قال عمر: والذى بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه أنادى بالكفر، إلا أظهرت فيه الإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم مر بقريش، وهى تنتظره، وقد تسامعوا بإسلامه، فقال أبو جهل:
يزعم فلان أنك صبوت، فقال جاهرا: أشهد ألاإله إلا الله واحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فوثب المشركون إليه يريدون أن يصرعوه، وكان على رأسهم عتبة بن ربيعة الذى كان إلبا على المسلمين وكان قد صرع أبا بكر وضربه، حتى أثخنه، فكأنه كان طلبة عمر، فوثب عمر عليه، وصرعه، وبرك عليه كما يبرك البكر الراغى وجعل يضربه، وأدخل اصبعه فى عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحى الناس، فقام عمر عنه، فاشتفى للمسلمين عامة ولأبى بكر خاصة.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 333