نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 340
وقال قائل منهم: نحن نعبد الملائكة، وهى بنات الله، وقال قائل منهم: «لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا» .
تقاولوا طالبين ايات حسية، ومستعجلين العذاب، ثم قال عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب «يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا، فلم تقبله، ثم سألوك أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم من العذاب، فو الله لا أومن لك أبدا، حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى منه وأنا أنظر، حتى تأتيها وتأتى معك بنسخة منشورة، ومعك أربعة من الملائكة يشهدون أنك كما تقول: «وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت أنى لا أصدقك» [1] .
242- طلبوا ما طلبوا لا ليؤمنوا، ولكن ليحرجوا النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وليعلنوا قوة جدالهم، وهم قوم خصمون كما قال الله تعالى، ولعل الذى يفضح حقيقة نياتهم قول الهاشمى ابن عاتكة بنت عبد المطلب: وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت أنى لا أصدقك، فكأنه يصرح بأن التكذيب سابق للدليل، وأنه راكز فى النفوس لا يخرج منها، حتى بعد تلك الايات التى طلبوها، فلو استجيبت مازادوا إلا إعناتا، وكانوا كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ.
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ.
وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [2] .
ومطالبهم التى قدمت كانت للتعنت لا طلبا للدليل، فإن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق واضح فى ذاته، تبعه مؤمنون لما فيه من الحق، وقد صحبه الدليل الذى يثبت أنه من عند الله قرانا غير ذى عوج يهدى الضال، ويرشد السارى فى الظلام، وهو المصباح المزهر، الذى يعجز العرب وغير العرب عن أن يأتوا بمثله: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [3] .
وخلاصة هذه المطالب أنهم:
1- يطلبون أدلة مادية، طلبوا منه أن يوسع عليهم أرضهم، وأن يبعث أمواتهم.
2- وطلبوا أن يبعث لهم ملكا يشهد لنبوته. [1] راجع ابن جرير فى تفسير سورة الإسراء، وابن كثير كذلك، وراجع سيرة ابن هشام، والبداية والنهاية لابن كثير. [2] سورة الأنعام: 109- 111. [3] سورة الإسراء: 88.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 340