نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 351
بلال رضى الله عنه واخوانه:
252- كان من أول الناس إسلاما بلال بن رباح، كان رقيقا عند أمية بن خلف، كان يخرجه عند الظهيرة فى الحر الشديد فيطرحه على ظهره فى بطحاء مكة المكرمة. ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره؛ ثم يقول له: لا تزال على ذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى، فيحتمل البلاء على أن يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن يعود إلى الشرك فيقول ملهوفا:
أحد- أحد-؛ وتأويلها الله أحد. يلفظها فى عجلة لشدة البلاء وللمسارعة بإثبات الصبر، وعدم الاستجابة لما يطلبونه، ولو لاقى أشق البلاء.
ولكن ذا المروءة المؤمن مر عليه وهو فى هذا العذاب، فكان له غوثا- وهو أبو بكر الصديق، عتيق النار ومعتق أهل الإيمان. فقال لأمية: ألا تتقى الله تعالى فى هذا المسكين، حتى متى؟.
قال أمية: أنت الذى أفسدته فأنقذه مما ترى.
قال الرجل الكريم أبو بكر: أفعل، عندى غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به.
قال أمية: قد قبلت. وحسب أن صفقته رابحة، لأنه أخذ عبدا قويا هو أملك لعنانه.
وأخذ أبو بكر بلالا فرحا بما أعطاه الله تعالى وأعتقه، وكان مؤذن الإسلام من بعد.
وقد أعتق أبو بكر مع بلال ستة اخرين. فكانت العدة سبعة.
وهؤلاء الذين من الله تعالى عليهم بالحرية فداء لهم من العذاب على يد أبى بكر صديق هذه الأمة.
عامر بن فهيرة الذى كان فى الجهاد فى غزوة بدر وغزوة أحد، وأم عبيس، وزنيرة النهدية وبنتها؛ وكانتا لامرأة من بنى عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهى تقول: والله لا أعتقكما أبدا. فقال أبو بكر رضى الله عنه: حلى (أى تحللى من يمينك) .
فقالت له: حل أنت، أفسدتهما، فأعتقهما.
قال: فبكم هما؟
قالت بكذا وكذا. قال أبو بكر قد أخذتهما، وهما حرتان، أرجعا إليها طحينها.
قالتا رضى الله عنهما: أو نفرغ منه يا أبا بكر، ثم نرده إليها؟ قال الصديق: وذلك لكما إن شئتما.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 351