نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 353
من الفتنة. وحتى يقولوا له اللات والعزى إلهان من دون الله. فيقول: نعم افتداء. منهم بما يبلغون من جهداهم.
ويقول ابن كثير: «وفى مثل هذا أنزل الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ، إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ، وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً، فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ. أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ. لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ [1] فهؤلاء كانوا معذورين بما حصل لهم من الإهانة والعذاب البليغ، أجارنا الله تعالى من ذلك بحوله وقوته» [2] .
التهديد بالتشنيع:
254- تفننوا فى الإيذاء، فمن لم يكن له من يحميه من أهل وعشيرة يؤذونه بالتعذيب، والضرب الشديد، ولقد بلغت النذلة بأبى جهل اللعين أن يضرب امرأة بالرمح فى موضع عفتها، حتى ماتت، من غير أى تحرج من أدب إنسانى، أو عروبة نبيلة، هذا شأن من لم تكن له عشيرة تذود عنه، أو تمنعه.
ومن كان له عشيرة أخذوه بالتشنيع عليه، وكان يتولى ذلك أبو جهل سفيههم. وشيخ أراذلهم، وقد حكى ابن إسحاق فى سيرته ذلك، فقال: «كان أبو جهل الفاسق الذى يغرى بهم فى رجال قريش إذا سمع بالرجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه، وقال له: تركت دين أبيك، وهو خير منك، لنسفهن حلمك، ولنفيلن رأيك، ولنضعن شرفك، وإن كان تاجرا قال: والله لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به» [3] .
ولقد كان الكافرون من كبرائهم إن أسلم واحد منهم، لم يمنعوا أمثال أبى جهل من لومهم. وإن كانوا يمنعونه وأشباهه من قتلهم، حتى لا تأخذهم معرة عصبية جاهلية.
لقد أسلم رجال، فأراد بنو مخزوم قبيل أبى جهل، أن يلوموهم على الطريقة التى أشرنا إليها من تسفيه أحلامهم ولكنهم خشوا شر قومهم فاستأذنوهم وأذنوا، قالوا إنا أردنا أن نعاتب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذى أحدثوا، فإنا نأمن بذلك غيرهم. [1] سورة النحل: 106- 109. [2] سيرة ابن هشام ج 1 ص 321. [3] سيرة ابن هشام ج 1 ص 321.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 353