نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 408
عن إبليس اللعين كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ولما أبى واستكبر ولم يسجد لادم، قال فيما حكى الله سبحانه وتعالى عنه: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [1] وبالتقاء النصين الكريمين يثبت أن إبليس بصريح اللفظ كان من الجن، وأن الجن خلق من نار.
هذا كما يدل عليه صريح القران الكريم.
وإن سماع الجن وإيمان بعضهم تسلية للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، إذ فيه بيان أنه إذا كان قد بطؤت الإجابة فى الإنس فقد سارعت الجن إلى الإجابة فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ [2] .
فى جوار المطعم بن عدى
292- كان لابد أن يعود النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى مكة المكرمة مهبط الوحى، ومجتمع العرب فى موسم الحج، لأن الخطة التى رسمها وابتدأ بها فى الطائف تقتضى العودة إلى مكة المكرمة، وتلك الخطة أن يتصل بالقبائل العربية فى أثناء اجتماع وفود القبائل فى الحج إلى بيت الله الحرام.
هم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالرجوع إلى مكة المكرمة، وهو عند حراء، وكان معه زيد بن حارثة الذى صحبه فى هذه السفرة فخشى على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وطلب بألا يرجع إلا فى جوار أحد من سادة مكة المكرمة المشركين، حتى لا يضار.
فنزل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند مشورته، فأرسل إلى الأخنس بن شريق أن يجيره بمكة المكرمة. فقال إنه حليف قريش لا يجير على صحيحها.
ثم بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إلى سهيل بن عمرو ليجيره، فقال: إن بنى عامر بن لؤى لا تجير على كعب بن لؤى.
ثم بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المطعم بن عدى ليجيره، فقال للرسول: نعم، قل له فليأت، فذهب إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فبات عنده تلك الليلة.
ثم لما أصبح خرج معه وبنوه ستة- أو سبعة- على اختلاف الرواية- متقلدو السيوف جميعا، فدخلوا المسجد، فقال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: طف. واحتبى هو وأولاده بحبائل سيوفهم فى المطاف.
كان ذلك إعلانا قويا بهذا الجوار الكريم، فجاء أبو سفيان بن أمية بن عبد مناف، وأقبل على مطعم بن عدى فقال: أمجير أم تابع؟ قال: بل مجير، فقال: إذن لا تخف. [1] سورة الأعراف: 12. [2] سورة المائدة: 26.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 408