نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 426
وقد رجح الأكثرون أن هذه الايات نزلت في نصاري نجران الذين ذكرنا لك الخبر عنهم، ولم تكن الايات في النجاشي وأتباعه، ويقول ابن إسحاق إن الذى نزل في النجاشي وأصحابه من النصاري هو ما جاء في سورة المائدة، إذ يقول الله سبحانه وتعالي: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى، ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً، وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ، يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ.
فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ، خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ «1»
عرض الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه على القبائل
304- يئس الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم من أن يؤمن قومه فى هذا الوقت، ورحمة الله تعالى قد تحملهم على الإيمان، ولكن بعد أدوار من الزمان والأحوال، فإذا كان قد يئس من إيمانهم فى ذلك الوقت، فهو لم ييأس من إيمانهم بعد تعاقب الأحداث، لأن الله تعالى لم يقل له، كما قال لنوح عليه السلام: أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ [2] .
وإذا كان محمد صلى الله تعالى عليه وسلم لم يجد من قومه إلا الأذى فى هذه الجولة، فإنه وجد فى بعض الذين يفدون إلى الحج، أو يفدون إليه من يجد قول الحق إلى قلوبهم سبيلا، وقد رأينا كيف كان نور الإسلام ينبعث خارج مكة المكرمة فيجيء احاد من القبائل العربية، ويستمعون القران الكريم وهم ممن يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، فإذا تلى عليهم القران الكريم خروا لله ساجدين، ثم يدعون من بعد أقوامهم.
وقد رأى النبى صلى الله تعالي عليه وسلم أن يقدم إلى القبائل فى موسم الحج يدعوهم فى منازلهم التى ينزلونها فى منى يذهب إليهم قبيلة قبيلة، يدعوهم إلى الحق، ويتلو عليهم القران الكريم، وقد أحست قريش بذلك، فانبرى الذين يلجون فى عداوة الحق ليصدوا عن سبيل الله، وعلى رأسهم أبو جهل، وأبو لهب، فكانا يتحريان أن يتبعاها، وإذ يدعو النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الله تعالى
(1) سورة المائدة: 82- 85. [2] سورة هود: 36.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 426