الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة؛ ولهذا من تتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى الله تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجًا بفضل الله تعالى ثم بفضل حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم، فهذا يسلم ويقول: «والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ» [1] وذاك يقول: «اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا» [2] تأثر بعفو النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركه على تحجيره رحمة الله التي وسعت كل شيء، بل قال له: «لقد تحجرت واسعًا»، والآخر يقول: «فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه» [3] والرابع يقول: «يا قومي أسلموا فإن محمدًا يعطي [1] البخاري مع الفتح 8/ 87، برقم 4372، ومسلم 3/ 1386، برقم 1764. [2] البخاري مع الفتح 10/ 438، برقم 6010. [3] مسلم 1/ 381، برقم 537.