فأسلم على يديه خلقٌ كثير، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، فدخل المدينة بثمانين أو تسعين بيتًا من دوس، ثم لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين [1].
الله أكبر! ما أعظمها من حكمةٍ أسلم بسببها ثمانون أو تسعون أسرة.
وهذا مما يوجب على الدعاة إلى الله - عز وجل - العناية بالحلم في دعوتهم، ولا يحصل لهم ذلك إلا بفضل الله ثم بمعرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته.
المثال الرابع: مع من أراد قتله صلى الله عليه وسلم: روى البخاري ومسلم، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قِبَلَ نجدٍ [2] فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادٍ كثير العضاه، فنزل [1] انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 1/ 346، وزاد المعاد 3/ 626، والإصابة في تمييز الصحابة 2/ 225. [2] وقع في رواية البخاري التصريح باسمها "ذات الرقاع"، انظر: البخاري مع الفتح 7/ 426، برقم 4136.