المبحث الخامس عشر
شجاعته صلى الله عليه وسلم
لاشك أن الشجاعة صبر في ساحات القتال والوغى، وفيها ضبط النفس عن مثيرات الخوف حتى لا يجبن الإنسان في المواضع التي تحسن فيها الشجاعة ويقبح فيها الجبن ويكون شرًا، ومن هذه الأمثلة يجد الإنسان أن النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوة وخير مثال في ذلك؛ ولهذا جاهد في سبيل الله: بالقلب، واللسان، والسيف، والسنان، والدعوة والبيان، وقد أرسل ستًا وخمسين سرية، وقاد بنفسه سبعًا وعشرين غزوة، وقاتل بنفسه في تسع من غزواته [1] ومن ذلك الأمثلة الآتية:
المثال الأول: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة بدر الكبرى: من مواقفه التي تزخر بالحكمة في هذه الغزوة: " أنه صلى الله عليه وسلم استشار الناس قبل بدء المعركة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يعرف [1] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 436.