وبالجملة فإن الشريعة التي جاء بها كتاب الله - تعالى - مدارها على ثلاث مصالح:
المصلحة الأولى: درء المفاسد عن ستة أشياء [1] حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والعرض، والمال.
المصلحة الثانية: جلب المصالح [2] فقد فتح القرآن الأبواب لجلب المصالح في جميع الميادين، وسدِّ كل ذريعة تؤدي إلى الضرر.
المصلحة الثالثة: الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات.
فالقرآن الكريم حلَّ جميع المشاكل العالمية التي عجز عنها البشر، ولم يترك جانبًا من الجوانب التي يحتاجها البشر في الدنيا والآخرة إلا وضع لها القواعد، وهدى إليها بأقوم الطرق وأعدلها [3]. [1] درء المفاسد هو المعروف عند أهل الأصول بالضروريات. انظر: أضواء البيان 3/ 448. [2] جلب المصالح يعرف عند أهل الأصول بالحاجيات. أضواء البيان 3/ 448. [3] انظر: أضواء البيان 3/ 409 - 457، فقد أوضح هذا الجانب بالأدلة العقلية والنقلية جزاه الله خيراً وغفر له.