الليل حتى تنتفخ قدماه، ثم يُوتِرُ آخر الليل قبل الفجر، وكان يُحِبُّ أن يسمع القرآن من غيره، وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز ويصلي عليهم، وكان كثير الحياء، وكان إذا كره شيئًا عُرِف في وجهه، وكان يُحِبُّ الستر، وكان يتوكل على الله حقَّ توكُّلِهِ؛ لأنه سيد المتوكِّلين، قال أنس رضي الله عنه: «خَدَمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما بعثني في حاجةٍ لم أُتِمَّها إلا قال: لو قُضِيَ لكان، أو: لو قُدِّر لكان» [1] ومع هذا فقد كان يأخذ بالأسباب. وكان لا يغدر وينهى عن الغدر، وقد حفظه الله تعالى من أمور الجاهلية قبل الإسلام [2] ورعى الغنم في صغره وما من نبيٍّ إلاَّ رعاها [3] وكان الحجر يسلم عليه قبل البعثة [4].
وله صلى الله عليه وسلم أسماء، قال صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا [1] أحمد، 1/ 352 وهو صحيح. [2] البخاري، برقم 3829، وأحمد 4/ 222. [3] البخاري، برقم 2262، ورقم 3406. [4] مسلم، برقم 2277.