وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: (أما بعد، أيها الناس فإني وليت عليكم ولست بخيركم [1] فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته [2] إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله) [3] ثم استمر الأمر لأبي بكر والحمد لله.
وقد بُعِثَ صلى الله عليه وسلم فبقي بمكة يدعو إلى التوحيد ثلاث [1] وهذا من باب التواضع منه - رضي الله عنه - وإلا فهم مجمعون على أنه أفضلهم وخيرهم - رضي الله عنه -. البداية والنهاية 5/ 248. [2] والمعنى: الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له وأنصره وأعينه. [3] البداية والنهاية 5/ 248 وساق سند محمد بن إسحاق قال: حدثني الزهري, حدثني أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر ... الحديث. قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح 5/ 248.