ثانياً: لم ينفرد أبى هريرة رضى الله عنه برواية الحديث، وإنما شاركه فى روايته جماعة من الصحابة: عائشة [1] وجابر بن عبد الله [2] وأبى سعيد الخدرى [3] وأنس بن مالك [4] وأبى السوار عن خاله [5] .
ثالثاً: ليس فى حديثنا ما يشوه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصمته فى أخلاقه، لأنه لا خلاف فى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور بالغلظة على الكفار والمنافقين عملاً بقوله تعالى: {يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} [6] . [1] أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة 8/396 رقم 2600، وأحمد فى المسند 6/45، 180. [2] أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 2902، والدارمى فى سننه كتاب الرقائق، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم أيما رجل لعنته أو سببته 2/406 رقم 2766، وأحمد فى المسند 3/333، 384. [3] أخرجه أحمد فى المسند3/33 وأبو يعلى وإسناده حسن كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/266. [4] أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 2903 فى قصة عن أم سليم رضى الله عنها، وأخرجه أحمد فى المسند 3/141 عن أنس فى قصة عن حفصة رضى الله عنها. [5] أخرجه أحمد فى المسند 5/294، ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 9/407. [6] الآية 73 التوبة، والآية 9 التحريم.