نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 140
فالقيام هو ألصق صفة بالصلاة المعروفة لقوله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ [البقرة: 238] عكس الدعاء والذكر لا يشتهر عنهما تلك الصفة، ثم إن لفظ الحديث يجب ألا يصرف عن معناه الشرعي إلى المعنى اللغوي إلا بدليل أو مسوغ، وحيث فقد الدليل أو المسوغ في الحديث وجب الأخذ بالمدلول الشرعي للفظ.
الفائدة الخامسة:
بيان أن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ناسخة لكل شرائع الأنبياء من قبله، حيث إنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم قطعا بالصلاة التي علمه الله إياها وفرضها عليه، فدل ذلك أن شريعة الإسلام قد هيمنت على كل الشرائع السابقة، وقد تكون من حكمة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء بيان هذا النسخ وإعلامه للخلق، وقد تكون من ضمن حكم هذه الصلاة تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء الصلاة التي فرضها الله عليه، ليتقربوا بها إلى الله، والدليل أن هذه الصلاة هي الصلاة المفروضة علينا- في أول البعثة- قوله صلى الله عليه وسلم: «فحانت الصلاة» أي أنها صلاة لها وقت محدد، ولا نعلم في الشرع صلاة لها وقت محدد إلا الصلاة المفروضة.
الفائدة السادسة:
بيان أن مالك- عليه السلام- هو خازن النار، والدليل على ذلك قوله تعالى: وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ [الزخرف: 77] ، وفيه فضيلة السلام وأن المفضول هو الذي يبدأ الفاضل بالسلام وأن للملائكة أسماء يسمون بها، أطلعنا الله على بعضها، ولكن لا نجزم أن لكل واحد منهم اسما لعدم ورود دليل على ذلك.
13- قتال الملائكة معه صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ [الأنفال: 12] .
عن سعد قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السّلام [1] . رواه مسلم، وفي رواية «يقاتلان عنه أشد القتال» .
وعند البخاري: عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشدّ القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد [2] . [1] رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب: في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، برقم (2306) . [2] رواه البخاري، كتاب المغازي، باب: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما [آل عمران: 122] ، برقم (4054) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 140