نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 168
الشاهد في الحديث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لخادمه أنس، رضي الله عنه، فاستجاب الله دعاءه، كأحسن ما تكون الاستجابة، كما سنرى مفصلا، إن شاء الله، في الفوائد التالية.
[فوائد الحديث]
الفائدة الأولى:
في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم:
1- تواضعه صلى الله عليه وسلم، حيث كان يزور خادمه في منزله، ويأكل عنده، بل يصلي غير المكتوبة.
2- تلطف النبي صلى الله عليه وسلم مع من يقدم له شيئا لا يستطيع أن يقبله لعلة شرعية، ففي هذا التلطف تطييب للخاطر وتهدئه للنفس، وحتى لا يظن مقدم الهدية أو غيره أن علة عدم القبول يرجع للزهد في الهدية، أو عدم ملائمتها والترفع عنها، أو عدم الرضا من الشخص الذي قدمها، علمناه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم» ، ومع أن هناك مصلحة لإخفاء النبي صلى الله عليه وسلم صومه؛ لأنه عبادة، إلا أن دفع الضرر الذي قد يقع على المضيف، مقدم عن تلك المصلحة، وهذا أدب رفيع، يجب أن نتحلى به في تعاملنا مع الناس خاصة من هم دوننا، فلا عبوس في الوجه، ولا ترفع عن قبول هديتهم، ولا رد لقولهم بدون إبداء مبررات، ولا تحقير لشأنهم، وهذا الأمر نقع فيه صباحا ومساء، مع مخالفته لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما أن من تلطفه أيضا، أنه استجاب لطلب أم سليم لما طلبت منه أن يدعو لأنس، فما رد سؤالها بحجة أنه قد دعا لكل أهل البيت، وأنس من ضمن أهل البيت وستصله قطعا الدعوة.
3- ما أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم حتى في الدعاء؛ لأنه في هذا المقام قد دعا لأنس بكل أنواع الخير قال أنس: (فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به) [1] .
4- عظيم بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رزق أنس- بهذا الدعاء- أولادا كثيرين، أحصت ابنته من مات من صلبه بضعا وعشرين ومائة، ولا ندري كم إجمالي ما رزقه الله من أولاد وكم عدد أحفاده، أما المال فحدث ولا حرج عن البركة التي شملته بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، يقول أنس: (فإني لمن أكثر الأنصار مالا) فهل كان يظن أنس عندما سمع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن ماله وولده سيبلغان هذا القدر؟!، وهو الذي لم يقدم للنبي عندما زاره في بيته إلا التمر والسمن. [1] سبق تخريجه، وانظر الحديث السابق.
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 168