نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 187
بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم) .
الفائدة الرابعة:
لا حرج أن يجد المسلم في نفسه شيئا، إذا علم أن أحدا سيشاركه طعاما أو شرابا هو أحوج الناس إليه، وهذا الأمر مجبول عليه الناس، يتبين ذلك، من قول أبي هريرة لما أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهل الصفة (فساءني ذلك) ، وقوله أيضا: (كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن) ، وما ذهب ودعا أهل الصفة ليشاركوه في اللبن إلا اضطرارا، ولو كان الأمر بيده ما ذهب، وقال مبررا ذهابه لأهل الصفة: (ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد) ، وعلمنا أن ما شعر به أبو هريرة ليس فيه مذمة له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم ما شعر به أبو هريرة، ولم يلمه على ذلك، أو يبين له أن ما شعر به خطأ، قال أبو هريرة بعد ما شرب القوم: (فوضعه على يده فنظر إليّ فتبسم) وتبسمه صلى الله عليه وسلم لعلمه بما كان يجول في خاطر أبي هريرة.
يتفرع على ذلك أن الإسلام دين فطرة، لا يصطدم مع طبيعة الإنسان البشرية، وما تشعر به في بعض الأوقات، مثل إيثار النفس على الغير عند مشارفة الهلاك ليس فيه شيء.
وتعاليم الإسلام تهذب مشاعر الإنسان وتطوعها وتربيها، ولكن لا تلغيها وتقضي عليها.
وأضرب مثلا لذلك للتقريب، ما يشعر به الشاب المسلم من غريزة تجاه الجنس الآخر، وقد تكون في بعض الأحيان قوية جدّا، لم يحرم الإسلام ما يجده الشاب من هذه الغريزة، ولم يجعل وجودها محرما، بل أرشد إلى العلاج الناجع، فقد روى البخاري، عن علقمة قال:
بينا أنا أمشي مع عبد الله رضي الله عنه فقال كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «من استطاع الباءة فليتزوّج فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء» [1] .
وسبحان الذي جعل الإسلام وسطا، بين الإباحية التي دمرت العالم، حيث أعطت للإنسان حرية أن يقضي شهوته بأي وسيلة كانت، حتى ولو كانت الوقوع على المحارم، أو زواج الجنس الواحد، وبين التبتل والرهبنة، والتي تفضي على قطع الحرث والنسل، وقبل ذلك وبعده، تصطدم مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الفائدة الخامسة:
وجوب الاستئذان، حتى لو كان الضيف مرافقا لصاحب البيت، فعليه أن يستأذن منه قبل أن يدخل، والاستئذان شأنه عظيم، علمنا ذلك، أن الله أمرنا به في القرآن الكريم، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا [1] رواه البخاري، كتاب الصوم، باب: الصوم لمن خاف على نفسه العزبة، برقم (1905) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 187